يا سادة يا كرام ولمن يقرأ هذا المقال أنا أتحدث به عن ما عاصرته أنا وجيلي
بعد دخول التويتر همشت البلاك بيري وأصبحت نهمًا له ولكل مابه من سجالات ومناوشات ومعارك إلخ..
أنا أتحدث بهذه المقالة عن تاريخ الاحتدام الثقافي لدى المجتمع السعودي ومن خلال ما عشته وما أستذكره، نجلس ونتحدث
"قيادة المرأة؟"
"تمكين المرأة بسوق العمل؟"
"دخول الشباب إلى الأسواق والمول؟"
وكان الجدال يطول ويطول وكان هنالك فريقين ينبذون بعضهم البعض، أنا أقف حائرًا تارةً أكون ضد وتارةً أكون مع!
كان التشكيل الثقافي لجيلنا يعتمد على عدة أشياء من ضمنها التلفزيون-تويتر-المنتديات وحتى البرامج التلفزيونية تستضيف شخصين من كلا الفريقين ليتخاصما!
غازي القصيبي - رجل حارب وحيدًا
لا بد أن الشيء بالشيء يُذكر، فلقد عانى غازي القصيبي بمراحل عدة حتى بعد موته استبشروا وهللوا التيار المخالف له!
سنوات الاحتدام 2010 - 2015
تعتبر هذه السنوات الخمس مجال خصب لمعرفة الوسط الثقافي السعودي، حيث كان يزدهر بالحوار الفكري الجذاب
لم أنسى مناقشات قائمة بين محافظين-ليبراليين-علمانيين.
كنت اتساءل كثيرًا عن هذه المصطلحات؟ وماهية المصطلحات؟
هل هي نهاية العالم؟
كانت تخيفني كثيرًا رغم أنها كانت تشكل من شخصيتي !
اشخاص لم أنساهم.
عبدالله الغذامي، حسن مفتي، صالح الشيحي، عبده خال، جمال خاشقجي، بدرية البشر، أحمد العرفج، ابراهيم البليهي، رائف بدوي!
هؤلاء كانوا ترند تلك الفترة!
حيث ان كل شخص يكتب مقالة أو يظهر ببرنامج ينتشر سريعًا كالبرق.
ولم تكن مشاركاتهم هامشية فقط بل ساهمت بنشر وعي وطريقة حوار
حمزة كاشغري؛ الشاب الذي صدمنا ثم عاد!
حمزة كاشغري شاب سعودي، شاعر ولكن في تلك الفترة كتب تغريدة أثارت غضب المجتمع الإسلامي بأكمله، ثم تراجع عنها وتاب إلى ربه.
لا أود أن أذكر ماهي ولكن لا زال حمزة بذاكرتي، مررت عليها قبل سنوات لأرى شعره ووجدته يكتب ويتماشى مع المجتمع، لا أعلم هل هو يتماشى أم يخيّل إلي أنه يتماشى!
صالح الشيحي يغضب على المثقفين!
صالح الشيحي شنع على إجتماع للمثقفين بفندق الماريوت، نعم هذه الحادثة طالت كثيرًا بين مع وضد، صالح بصريح العبارة يرى أن مشروع التنوير المزعوم لا فائدة له وما يحدث بالبهو لا نعلم عنه!
بهذه الحادثة عاطفتي وقفت مع صالح ولا زلت أتذكر ذلك الشخص الذي تهكم على صالح وتهكم علينا جميعًا حين قال "من رفحاء وينتقد ويتهكم؟"
حينها أحببت صالح وأحببت الشمال ووددت أن أكون ندًا لهذا الشخص وانا لا أعرف القصة بأكملها في تلك الفترة.
سلمان العودة يزور عبده خال بالمستشفى!
في عام 2015 زار سلمان العودة الروائي السعودي عبده خال بالمستشفى، نعم هذا لم يكن حدثًا عاديًا بل هذا الشيء أصبح بالائتلاف بعد الاختلاف.
تيار يزور تيار ويقف معه بأزمته؟
قبل أن أختم مقالتي لن أنسى جهد المثقفين السعوديين ولن أنسى جهود هذه البلاد العظيمة، حيث أن المنعطفات التاريخية والثقافية بمجتمعنا مثرية وتزدهر بالإنسان
لقد أختصرت كثيرًا ولكن هذا ما أسعفتني به ذاكرتي، أختم مقالتي هذه بالصلاة والسلام على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
كل ما أسمع عن المعارك الثقافية في ذاك الوقت أتمنى اني لحقت على ديربي العودة والقصيبي
غازي القصيبي عقليته تسبق عصره الله يرحمه تمنيته عاصر تطوراتنا الان